فصل: (سورة الأنفال آية 67):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنفال آية 67]:

{ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67)}

.الإعراب:

(ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (لنبيّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكون) مضارع ناقص- أو تامّ. منصوب (اللام) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر يكون- أو بـ(يكون)-، (أسرى) اسم يكون- أو فاعله- مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.
والمصدر المؤوّل (أن يكون...) في محلّ رفع اسم كان.
(حتّى) حرف غاية وجرّ (يثخن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يثخن)، (تريدون) مضارع مرفوع، والفاعل الواو (عرض) مفعول به منصوب، (الدنيا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الآخرة) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يثخن) في محلّ جرّ بـ(حتّى) متعلّق بمحذوف خبر يكون الناقض- أو بـ(يكون) التامّ.
(الواو) استئنافيّة (اللّه) مثل الأول (عزيز) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: {ما كان لنبيّ...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يكون له أسرى} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {يثخن} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {تريدون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اللّه يريد...} لا محلّ لها معطوفة على جملة تريدون.
وجملة: {يريد...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: {اللّه عزيز} لا محلّ لها استئنافيّة.

.البلاغة:

الاستعارة: في قوله تعالى: {حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} أصل معنى الثخانة الغلظ والكثافة في الأجسام، ثم أستعير للمبالغة في القتل والجراحة، لأنها لمنعها من الحركة صيرته كالثخين الذي لا يسيل، وقيل: ان الاستعارة مبنية على تشبيه المبالغة المذكورة بالثخانة في أن كل منهما شدة في الجملة.

.الفوائد:

فداء أسرى بدر:
روى عبد اللّه بن مسعود قال: لما كان يوم بدر، جيء بالأسرى، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: ما تقولون في هؤلاء، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه قومك وأهلك، استبقهم واستأن بهم، لعل اللّه أن يتوب عليهم وخذ منهم فدية تكون لنا قوة على الكفار، وقال عمر:
يا رسول اللّه كذبوك وأخرجوك فدعنا نضرب أعناقهم، مكّن عليّا من عقيل فيضرب عنقه، ومكّن حمزة من العباس فيضرب عنقه، ومكني من فلان نسيب لعمر فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر، فسكت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فلم يجبهم، ثم دخل فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس، يأخذ بقول عمر، ثم خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: إن اللّه ليليّن قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن، ويشد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم، قال فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم، ومثلك يا عمر مثل نوح، قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ثم قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم اليوم أنتم عالة، فلا يفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضرب عنق، قال ابن عباس: قال عمر: فهوي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت. وفي الغد نزل الوحي على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يحمل هذه الآية: {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

.[سورة الأنفال آية 68]:

{لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (68)}

.الإعراب:

(لولا) حرف شرط غير جازم، (كتاب) مبتدأ مرفوع على حذف مضاف أي حكم كتاب، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (من اللّه) جارّ ومجرور نعت لكتاب، (سبق) فعل ماض، والفاعل هو (اللام) رابطة لجواب لولا (مسّ) مثل سبق و(كم) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ متعلّق بـ(مسّكم)، والعائد محذوف أي أخذتموه (أخذتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.
و(تم) ضمير فاعل (عذاب) فاعل مسّكم (عظيم) نعت لعذاب مرفوع مثله.
جملة: {كتاب من اللّه...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سبق} في محلّ رفع نعت ثان لكتاب.
وجملة: {مسّكم} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {أخذتم} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

.البلاغة:

فن التعليل: في قوله تعالى: {لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ} وفن التعليل هو أن يريد المتكلم ذكر حكم واقع أو متوقع، فيقدم قبل ذكره علة وقوعه لكون رتبة العلة التقدم على المعلول، وهنا في الآية الكريمة لولا حكم منه تعالى سبق إثباته في اللوح المحفوظ وهو أن لا يعاقب قوما قبل تقديم ما يبين لهم أمرا أو نهيا.

.[سورة الأنفال آية 69]:

{فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (من) حرف جرّ (ما) مثل السابق متعلّق بـ(كلوا)، (غنمتم) مثل أخذتم، (حلالا) حال منصوبة من العائد المقدّر (طيّبا) حال ثانية منصوبة أو نعت لـ(حلالا) منصوب، (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل كلوا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: {كلوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة هي سبب لها أي: قد أبحت لكم الغنائم فكلوا ممّا غنمتم.
وجملة: {غنمتم} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {اتّقوا اللّه} لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.
وجملة: {إنّ اللّه غفور} لا محلّ لها تعليل لقول كلوا واتّقوا.

.[سورة الأنفال الآيات 70- 71]:

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)}

.الإعراب:

(يأيّها النبيّ) مرّ إعرابها، (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ(قل)، (في أيدي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء و(كم) ضمير مضاف إليه (من الأسرى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الموصول وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (إن) حرف شرط جازم (يعلم) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان و(كم) ضمير مضاف إليه (خيرا) مفعول به منصوب (يؤت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (خيرا) مفعول به ثان منصوب (ممّا) مرّ إعرابه متعلّق باسم التفضيل (خيرا)، (أخذ) فعل ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (منكم) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(أخذ)، (الواو) عاطفة (يغفر) مثل يؤت ومعطوف عليه (لكم) مثل منكم متعلّق بـ(الواو) عاطفة (اللّه غفور رحيم) مرّ إعراب نظيرها.
جملة النداء: {يأيّها النبيّ...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {إن يعلم اللّه...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يؤتكم...} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {أخذ...} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {يغفر لكم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتكم.
وجملة: {اللّه غفور} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
(الواو) عاطفة {إن يريدوا} مرّ إعرابها، (خيانة) مفعول به منصوب و(الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق {خانوا} فعل ماض وفاعله {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب {من} حرف جرّ {قبل} اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ(خانوا)، (الفاء) عاطفة (أمكن) فعل ماض والفاعل هو {منهم} مثل منكم متعلّق بـ(أمكن)، {واللّه عليم حكيم} مرّ إعراب نظيرها.
وجملة: {إن يريدوا...} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {قد خانوا...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {أمكن منهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يريدوا.
وجملة: {اللّه عليم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة أمكن منهم.

.الصرف:

(خيرا) الأول، مصدر، و(خيرا) الثاني اسم تفضيل محذوف منه الهمزة.